روايات شيقهرواية الحب لايكفي

رواية الحب لا يكفي الفصل 21

الحادى والعشرين

حركة والده الحادة فور طرحه سؤاله أكدت له أن الأمور ليست بخير لكن الغريب أن الفتاة لم تهتز وابتسمت بمودة
_ طبعا اتعرفنا قبل كده انا ماحضرتش الفرح بس زورت سهى تانى يوم واتقابلنا يومها

ابتسمت سهى برضا فهى لم تكذبه كلمة مما قالت ورغم ذلك لم تخبره الحقيقة الكاملة التى تصدمه بينما تابعت وفاء
_ انا حبيت اطمن عليكم لأنى مسافرة وإن شاء الله المرة الجاية ازوركم فى البيت

هز عثمان رأسه بشرود لتعلم أنه يحاول استعادة ذكرياته لذا جذبت سهى نحو الخارج لتبتعد عن مسمعه وهى تحذرها
_ سهى خدى بالك أنه هيفتكر فى أي لحظة اوعى تكدبى عليه وتفقدى ثقته تانى

عادت بعد أن ودعت رفيقتها لتجلس بالقرب منه متسائلة
_ عامل ايه يا عثمان؟

نظر لها نظرة مبهمة لم تفهمها لكنها ترى فيها صراعه وهو يجيب بشرود
_ انا عاوز اروح البيت رقدة المستشفى دى بتخنقنى

تشابكت النظرات فوراً فلن يمكن لأي منهم التحكم حال عودته للمنزل وستتكشف الحقائق أمامه بتتابع سريع قد يضره بشدة ولم يغفل هو عن تبادلهم النظرات بهذه الريبة لتكون هنية أول من يؤيد رغبته
_ وماله يا حبيبي يكون احسن تبقى وسطنا ومرتاح اكتر

اتجهت إليها الأعين المستنكرة بينما اعترضت سهى
_ لما نسأل الدكتور واللى يقول عليه نعمله

واجهت نظراته مرة أخرى لكنه لم يشعر بها تهتز رغم حدته الظاهرة وتعود الصورة التى ارقت نومه تفرض نفسها أمام عينيه وصوتها يخبره أنها ليست له.

………..

عادت وفاء للمنزل لتجد عزيز يجلس برفقة أمها، تشعر بالاختناق لرؤية هذا الشاب دون أن يقدم على ما يثير داخلها هذا الشعور.
نظرت إليه بحدة لم يغفلها لكنه ابتسم رغم ذلك
_ ازيك يا وفاء؟

جلست بنفس الحدة دون أن تجيبه وبادرت بالانفعال
_ مش خير ولا إيه؟ هو كل يوم حضرتك هتشرفنا؟

شعرت سميحة بالحرج لهذه الطريقة الفظة التى تتعامل بها وفاء فالشاب لم يقم بما يستدعيها لكن عزيز ظل على نفس الهدوء فهو يراعى كل ما تمر به من ضغوط
_ بابا تعبان اوى يا وفاء وطلب منى اشيله يجى لكم مادام انتو رافضين تروحوا له
_ وبعدين فى الابتزاز النفسى ده

انتفضت تضرب المقعد بكفيها بحدة ليغمض عزيز عينيه لحظات فهو لا يحاول أن يبتزها كما تعتقد بل يريد أن يمنحها جزء من أمان هو لها وطال انتزاعه منها .

_ وبعدين يا وفاء !
اعترضت سميحة على هذه الحدة لكن اعتراضها لم يجد صدى لدى غضب وفاء التى تابعت
_ يا ماما إحنا لوحدنا وطول عمرنا الكبير قبل الصغير بيحترمنا ومش هلوم على الناس لو جابوا سيرتنا لما يشوفوا حضرته داخل عندنا كل يوم لأن هو اللى بيحطنا فى موضع شبهة واظن كفاية علينا اوى اللى اخدناه من العيلة دى

صمتت تلتقط أنفاسها بعد نوبة الغضب التى غمرتها بقوة بينما شعرت سميحة أنها محقة رغم أنها تعترض على الأسلوب أما عزيز فقد استقام فورا
_ وفاء معاها حق يا طنط بس دى نقطة سهل جدا نتجاوزها عن اذنكم

وتحرك للخارج فورا لتشيعه نظرات وفاء الحادة حتى اغلق الباب دونه برفق لا يتناسب مع الانفعال الذى ساد منذ لحظات، تنهدت سميحة بحزن فهى تشفق على ابنتها من هذا الصراع الذى بدأ في توقيت هى مكتفية خلاله بصراعها الخاص وبدأت تتحدث برفق
_ بالراحة يا وفاء انا ابتديت اقلق من كتر عصبيتك دى لو مش قادرة تتحكمى فى غضبك يابنتى نشوف دكتور

هدأت وفاء تماما وكأنها لم تكن تشتعل منذ دقيقة ونظرت نحو أمها
_ ماتقلقيش يا ماما انا بس بكره أي حاجة تيجى من ناحية العيلة دى
_ بس انتو ليكو صلة رحم مع العيلة دى وحتى لو هم أسوأ ناس على وش الدنيا إحنا نعمل اللى علينا وكل واحد يشيل حمله

اومأت وفاء بلا قناعة وهى تتجه نحو غرفتها فهى بحاجة لبعض الراحة بعد هذا اليوم الشاق بينما اتجهت سميحة إلى غرفتها عازمة على محاولة أخرى مع الفتاتين فالحالة التى وصفها لها عزيز لا تحتمل التردد الكثير .

مر ساعتين فقط وطرق الباب مرة أخرى لتغادر وفاء غرفتها بتأفف لتلتقى أمها التى تتوجه للباب أيضا لذا تراجعت وفاء وتابعت سميحة، فتحت الباب لتجد أمامها عزيز وأمامه مقعد متحرك يجلس فوقه ممدوح بحالة يرثى لها لينطلق لسانها مندهشا
_ ممدوح!!

توقفت وفاء وكأنها تجمدت موضعها بينما سمعت صوت أحد شباب الحى
_ ندخل الحج يا ست سميحة الأول الراجل تعبان وجاى بعربية إسعاف

فتحت الباب وافسحت مجالاً ليمر شباب الحى يحملون المقعد رغم إمكانية تحريكه بسهولة حتى توسط الردهة ليربت أحدهم فوق كتفه
_ نورت الحى يا حج
_ متشكرين يا جماعة كتر خيركم
_ على إيه يا ست سميحة أي حد من طرفك نشيله فوق راسنا ما بالك ده عم بنات الأصول .

استمر الحوار بينما تغافلت وفاء تماماً عن تفاصيله وتعلقت عينيها بهذا الرجل الذى يبدو عليه الضعف الشديد وهو ينظر لها بحنو طالما تمنت رؤيته محيطا بها لكن رغم حاجتها له ظلت مكانها وقد عجزت عن تتبع قلبها الذى يصبو إليه.

التفتت وفاء إلى الباب الذى اغلقته أمها للتو لتنظر نحو عزيز بفزع فيهز كتفيه بتلقائية
_ أبويا صمم يجى يشوفك وعلشان حالته كان لازم إسعاف وطبعا الناس سألونى وعرفوا هو يبقى لكم إيه وكده محدش هيقدر يجيب سيرتك وابويا اهو قدامك فى بيتك مش عاوز منك غير قربك

اتجهت عينيها مرة أخرى نحو ممدوح الذى التقط أنفاسه وتحدث بضعف
_ سامحينى يا بنتى

حاولت إيجاد كلمات تجيبه بها لكنها لم تجد فعقلها قد خوى تماما لتتجه سميحة نحو المقعد وهى مقدرة تماما للحالة التي تسيطر على ابنتها
_ اتفضلوا بس ارتاحوا والكلام مش هيخلص

دفعت المقعد برفق وتبعها عزيز وعينيه ترجو وفاء أن تتقبل أبيه فهو حين عاد للمنزل وأخبره بما حدث أصر على أن يحملوه إليها مؤكدا ضرورة ظهوره في حياة الفتيات ولم يملك عزيز معارضته هذه المرة رغم خطورة ما يريده .

جلس عزيز بالقرب من سميحة التى تشعر بحرج شديد فهى تقدر حالة ابنتها وتقدر حالته أيضا، زيارته غير المتوقعة زادت الأمور تخبطا .

انقذ الجميع طرقات انفعالية على الباب لتشعر سميحة بالمزيد من الحرج فهى تعلم أن الطارقة ابنتها منى والتى ستفوق صدمتها صدمة وفاء .
_ افتحى لأختك يا وفاء

اتجهت وفاء إلى الباب بآلية وكأنها بدن انتزعت روحه، فتحته لترى انهيار منى الكلى وهى تصيح بحدة باكية
_ شوفتى يا وفاء! ماما فين ؟
_ تعالى يا منى

تقدمت منى تجاه الصوت وهى لازالت تبكى فحوار أمها معها والذى اتهمتها خلاله بالتقصير في حق عمها أدى لتلك الحالة من الانهيار لتترك منزلها فورا وتتجه لمنزل أمها عازمة على لومها لكن ما إن رأت عزيز وممدوح أمامها حتى تجمدت بنفس الطريقة التى كانت عليها وفاء منذ لحظات لتشير لها أمها
_ عمك جه يشوفكم لما حس انكم رافضين تشوفوه واظن حالته واضحة

نظرت منى إلى الرجل فوق المقعد متغاضية عن وجود عزيز بتجاهل لا يثير الغضب نظرا للوضع، تقدمت خطوات بطيئة تحصى ملامحه وحالته التى لا يبدو أنها شافعة له، وقفت على بعد خطوات منه لتبدأ صب غضبها
_ وطبعا حالة حضرتك دى هى اللى فكرتك أن عندك بنات اخ رمتوهم من عشرين سنة؟ إيه خايف من حساب ربنا؟ طيب ماكنتش خايف منه وانت قادر ليه؟ عجزك هو اللى رجعك لينا؟

انتفض عزيز ليدافع عن أبيه الذى نهره بضعف
_ اقعد يا عزيز

عاد عزيز لموضعه بينما ضحكت منى بإنفعال وكأنها تستنكر ما يحاول فعله
_ لا ميرسى بجد يا عمو، انا كنت خايفة اوى من ابنك

رجف قلب ممدوح لمجرد أن لقبته بالعم وعمت البشاشة ملامحه بينما تابعت
_ عموما إحنا مش محتاجين حمايتك اتعودنا نحمى نفسنا من اللى زى ابنك وغيره

عقدت ساعديها واولته ظهرها منخرطة فى بكاء مرير تمزقت له القلوب تحركت سميحة فورا لتضم ابنتها بينما تابع ممدوح
_ اكتر وقت حسيت فيه انى عاجز لأنى مش قادر اقف واحضنك، انا عارف انى قصرت كتير و جاى فعلا خوف من الموت بس مش الخوف اللى انت شيفاه انا خايف اموت من غير ما اعوضكم خايف اموت من غير ما اخدكم فى حضنى . انا يا بنتى كان سهل عليا اكمل بعد موت ابوكم زى ما كنت بس قلبى مش قادر يتحمل اكتر من كده.

انتفضت منى مبتعدة عن صدر أمها
_ وأحنا فكرت فينا! إحنا قلوبنا ازاى اتحملت ؟

اغمض ممدوح عينيه لتجرى دموعه فرغم أنه يرى حقها في كل هذه الثورة لكنه لا يتحمل رؤيتها بهذا الإنهيار.

صمتت منى فور رؤية دموعه تشعر بصدمة فعلية فهى لم تكن يوما بهذه القسوة ، خبت كل الحدة التى كانت تمزق غشاء قوتها الظاهرى
_ حضرتك بتعيط؟

اجهش ممدوح لتطفر دموعه منهمرة بقوة لتنظر منى نحو أمها فتبدو كطفلة صغيرة أذنبت ذنبا وتخشى مواجهته بينما اقتربت سميحة لتمسح رأسها بحنان ثم تربت فوق كتفها فتقترب من المقعد بتردد يشوبه الألم
_ انا آسفة

رفع ممدوح وجهه الذى غمرته دموعه معترضا على أسفها
_ لا يا بنتى انت معاك حق فى كل كلمة، انا اللى اسف انكم وصلتم لكرهى بالشكل ده وانا الدنيا وخدانى منكم، آسف على كل وجع، وعلى كل وحدة، وعلى كل يوم كنت بعيد عنك انت واخواتك.

تنهدت سميحة فما يحدث بمنزلها الأن تمنت أن يحدث منذ سنوات رغم أن ممدوح يأخذ دور أخيه لكن لا بأس فهى تعلم أنه أفضل منه.

نظرت وفاء إلى اختها بدهشة، أليست هي منى التى كانت تصرخ رفضا منذ علمت بزيارة عزيز؟

هل أثرت فيها دموع هذا الرجل بهذه القوة؟

رأت ممدوح يمد كفه لتلتقطه اختها وهى تمسح دموعها بكفها الآخر ، استسلمت لجذبه لها لينظر نحو ابنه راجيا
_ وقفنى يا عزيز
انتفض عزيز ينفذ بينما حاولت منى الرفض لكنها وقف فعلا بذراعى ابنه ليحيط اختها بهذه المودة التى ترى صدقها لم تعد تدرك تلك الدموع التى تتلألأ بوجه منى هى نابعة من عينيها أم من عينيه بينما ظل عزيز داعما لأبيه حتى ربتت منى فوق صدره
_ اقعد يا عمى ارتاح
_ أنا مرتاح يا بنتى وعارف انك مش راضية عنى اوى بس كفاية انك قبلتى وجودى وانا مش هخسر الفرصة اللى انت رضيتى بيها ابدا

ابتسمت منى لتفهم وفاء أنه أصاب الحقيقة فاختها لم تنس الماضى ولم تسامح فيه لكنها منحته فرصة ليحاول أن يخفف من تبعاته .
أعاده عزيز للمقعد ليحاول التقاط أنفاسه بصعوبة وهو ينظر نحو وفاء
_ تعرفى يا وفاء انت كنت أصغر اخواتك وكنت بتخافى منى مااعرفش ليه

زاد انعقاد حاجبيها وهى بالطبع لا تتذكر ما يخبرها به لكنها اقتربت بخطوات واثقة وقد حافظت على المسافة بينهما لتجلس قرب أمها
_ بلاش نتكلم عن حاجات مانعرفهاش انا عن نفسي مش هسامح فى حقى لكن السماح شئ وحق ربنا شئ تانى، انا هتعامل معاك بما يرضى الله لكن قلبى سيبه لربنا ومحدش يسألنى عنه
_ وانا مش عاوز اكتر من كده

نظر عزيز أرضاً يخفى ابتسامته التى قد تغضب وفاء التى لا يعلم كيف تتحمل كل هذا الغضب دون أن تشتعل حرفيا، لقد نجح أبيه في خطوته الأولى رغم تخوفه منها وبداية من هذا اليوم سيكون عليه المحافظة على وجوده رغم صعوبة ذلك فهو يعلم أن فورة المشاعر التى غشت الجميع قد تتراجع وتخبو مرة أخرى ويعود الصراع يسيطر على الأنفس.

بدأ ممدوح يسأل عن أحوال منى وسلمى ويطلب مقابلة سلمى وزوجها وزوج منى أيضاً ليسود الجلسة بعد ذلك بعض المودة التى يطرحها ممدوح وحده .

أخبرته سميحة بنيتها للسفر هى ووفاء فى اليوم التالى ووعدته بالتحدث إلى سلمى مرة أخرى، اقترح عزيز أن تسافرا للإسكندرية حيث تملك الأسرة شقة تصلح للإقامة لترفض وفاء عرضه بشدة مما زاد من إحساسه أن النفوس لازالت عاجزة عن التقارب .

…………….

غادر الجميع في المساء وظلت سهى لرعاية عثمان أثناء الليل فقد طلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات قبل أن يسمح له بمغادرة المشفى وكانت هذه الفحوصات حجة جيدة لبقاءه لبضعة أيام أخرى وليتمكن صبرى من تهيئة الظروف لحالته .

تناول للتو جرعة الأدوية الخاصة بالمساء ومن المفترض أن يغفو بعدها لكنه ظل مستيقظا صامتا يراقب سهى التى تجلس قرب فراشه ولا تجدى محاولة عينيها التهرب من نظراته فيبدو لها أنه يحاول اختراق رأسها ويتمنى هو أن يفعل.
_ سهى إحنا اتجوزنا امته؟

نظرت إليه بدهشة وكأنها لم تتوقع سؤاله وظهر توترها فورا مع نبرة صوتها المرتجفة
_ من شهر وشوية

هز رأسه مبديا لها تفهم لا يملكه فى الواقع وعاد لصمته وعقله يحاول أن يجد أي صورة لزواجهما فلا يجد سوى تلك التي ظهرت بكابوسه
_ تعالى جمبى يا سهى

زحف الفزع إلى ملامحها فورا ليتابع بتساؤل
_ مالك مش إحنا متجوزين؟
_ ايوه طبعا بس انت تعبااان وكتفك ورجلك مكسورين
_ وفيها إيه أنا بس عاوز احضنك

تراجع الفزع لتحل محله لهفة لا يمكن أن يخطئها قلبه الذى بدأ بالفعل يعلن الانحياز لها رغم أنه يصارع ليصل للحقيقة لكن يبدو له أن قلبه قد حزم أمره سلفا
نهضت عن المقعد لتجلس بطرف الفراش فيتحرك ذراعه السليم مفسحا لها المجال منتظرا أن تزداد قربا.

كانت بالفعل تشعر بالحاجة لقربه فلم تزد من المقاومة وهى تفترش صدره بتملك وصل له فورا وهى تحيط خصره تشده نحوها ليتساءل مرة أخرى
_ امته اخر مرة حضنتينى كده؟
_ وانت نايم وقبل ما تفوق وكل يوم انا كنت بحضنك ومستنية أن انت تحضنى

لم يتوقع أن تجيبه بهذه السرعة التي لا تحمل طيفا واحداً للمراوغة، زاد من ضمها لصدره مع زيادة الصراع الذى عاد يحتدم داخله
إن كانت تشتاقه بهذا الفيض الذى يتمسك به قلبه فماذا عن ذاك الكابوس؟ هل هو أضغاث مؤرقة أم ذكرى تراجعت!؟
نهدة حارة عبرت شفتيه لتبتعد فورا بارتباك زاد من دهشته فما يصل لقلبه من مشاعرها لا تؤيده افعالها.

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه خبايا الجن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى